نظمت “جمعية الوفاق الوطني الاسلامية” البحرينية المعارضة الجمعة في بيروت لقاء تضامنيا مع شعب البحرين في الذكرى الثامنة لانطلاق حراك الشعبي ضد النظام الحاكم في المنامة، بحضور حشد من الفعاليات السياسية والدبلوماسية والعلمائية والثقافية من عدد من البلدان العربية والاسلامية، يتقدمهم نائب رئيس جمعية الوفاق الشيخ حسين الديهي.
وتحدث بالمناسبة، الشيخ الديهي حيث أكد أن “الشعب قد انتصر في المعركة السياسية من خلال التمسك بالمنهج السلمي”، وشدد على أن “الشعب البحريني هو صاحب قضية عادلة وهذا يتطلب منهم العزم والإصرار حتى تحقيق النصر”، وحيا الشعب البحريني، وقال “ألف سلام والسلام الى الشهداء والاف السجناء السياسيين والشيخ علي سلمان الأمين المغيب بالسجون وتحية خاصة للمرآة البحرينية المناضلة”، مشيرا الى أن “الشعب سيحقق أهدافه مهما اشتدت الة القمع”.
ولفت الشيخ الديهي الى أنه “منذ أكثر من 10 سنوات تم التحذير من تداعيات المنهج الذي يتبعه النظام من بطش وظلم ومن المستقبل المظلم إذا لم يتم تصحيح سياسة النظام”، واكد ان “النظام أصبح مثالا للبطش، بعد أن خسر شعبه وبذر أمواله و نشر سمعته السيئة”، وتابع لقد خسرتم كل المعارك التي خضتموها ضد شعبكم وأقول لكم كل رهاناتكم خاسرة”.
كما استنكر الشيخ الديهي “العلاقات المفتوحة للنظام مع العدو الاسرائيلي”، وقال “لقد دمرتم البلاد وهرولتكم نحو الكيان الغاصب لن تجدي نفعا”، وتابع “للمجتمع الدولي نقول لقد كان أمامكم فرصة لتنفيذ الشعارات التي ترفعونها ولترتقوا عن البيانات نحو برامج عملية تخدم الشعب البحريني”.
وفي الشأن الفلسطيني، أكد الشيخ الديهي أن “القدس هي عاصمة فلسطين الأبدية”، وتابع “لن نقبل بمشاريع التطبيع مع العدو الصهيوني الغاصب”، ولفت الى ان “البحرينيين ورغم جراحهم ظلوا يخرجون تضامنا مع الشعب الفلسطيني”، وشدد على ان “المعارضة البحرينية متمسكة بالمشروع الوطني القائم على الوحدة والعمل السلمي والحوار الجاد”، مشيرا الى انه “لا خيار للنظام بعد تجربة ٨ أعوام الا الاستجابة للمطالب الشعبية”.
من جهته، قال رئيس “جماعة علماء العراق” الشيخ خالد الملا إن “البحرين قيمة في التاريخ والحضارة واليوم هي مناسبة لتضميد جراحات الشعب في البحرين”، واعتبر أن “المشكلة في البحرين هي قلة حاكمة وكثرة مستبعدة، إضافة إلى أزمة المشاركة وقلة الشعور بالانتماء إلى الوطن جراءها”، وتابع “نحن كعراقيين من منا كان يتصور أن نظام صدام سوف يسقط ولكنه في سنن الله هذا أمر حتمي”، ولفت الى ان “هناك مؤامرة على بلاد وشعوب المنطقة”، ورأى ان “البحرين تحتاج إلى الوقوف بجانبها والتضامن معها وستشهد حينها النصر القريب”.
بدوره، أكد رئيس “الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة” الشيخ ماهر حمود أن “حرمان أي فئة من حقوقها لسبب مذهبي او عرقي هي المذهبية بذاتها”، واستنكر “حلف وارسو الذي يمثل حلف الشيطان”، ولفت الى أن “السلام في الشرق الاوسط لا يعني الا أمن اسرائيل”، وقال “من يكون ضد حلف المقاومة فهو بطريقة مباشرة او غير مباشرة مع حلف نتنياهو”، وتابع “نحن معكم يا شعب البحرين كما مع أهلنا في اليمن وسوريا وكل مظلوم طالب بحقه”.
كما تحدث، عضو مجلس الشعب السوري النائب وليد درويش حيث قال “ثورة البحرين شهدت قمعا بشعا بسبب المطالبة بالعدالة”، ولفت الى ان “شعب البحرين هو أعلم بحراكه السلمي الذي إستخدمت بحقه أبشع أساليب القمع عندما طالب بالعدل والاصلاح”، وتابع “أنتم أقوياء لأنكم خرجتم بصدوركم العارية لمواجهة بطش النظام”، واستنكر “سكوت المجتمع الدولي عما يرتكب في البحرين، والذي يعد سببا رئيسيا لتمادي النظام في بطشه”.
من جهتها، هنأت عضو مجلس نواب الشعب التونسي النائب مباركة البراهمي “الشعب البحريني بمناسبة صموده طوال فترة القمع المستمر رغم مرور ٨ سنوات على الثورة، بقي خلالها متمسكا بسلميته وامتنع عن الدموية على عكس ما شهدته الدول الأخرى”، وتابعت “شعب البحرين هو أعلم بحراكه السلمي ولكننا لا بد أن نقول كلمة حق اتجاه هذا الشعب الشجاع. إستخدمت بحق هذا الشعب أبشع أساليب القمع وكل ذنبه أنه طالب بالعدل والاصلاح”، واستنكرت “علاقات التطبيع المفتوحة بين النظام البحريني وإسرائيل”، ولفتت الى ان “بحرين آل خليفة قاعدة للتطبيع مع الحركة الصهيونية”، وخاطبت شعب البحرين “استمروا حتى النصر ونحن معكم”.
بدوره، قال الامين العام لـ”المؤتمر العام للاحزاب العربية” قاسم صالح إنه “رغم القمع واسقاط الجنسيات والاعتقالات واصدار الاحكام التعسفية الا أن الشعب البحريني مستمر بثورته السلمية”، وتابع ان “كل الإجراءات الظالمة لم تجر الشعب البحريني إلى العنف بل ظل الشعب متمسكا بسلميته”، وأدان “كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني والتي يلعب النظام البحريني دورا اساسيا فيها، مؤخرا في مؤتمر وارسو الذي سينتهي بالفشل كما الذي سبقه”، ودعا “المجتمع الدولي ولجان حقوق الإنسان لإدانة ما يرتكب بحق شعب البحرين”، وطالب “بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين السياسيين وعلى رأسهم الشيخ علي سلمان”.
كما تحدث النائب السابق في مجلس الشعب المصري جمال زهران حيث شدد على “دعم الشّعب البحريني الصّامد والمقاوم والمستمر بثورته الجديرة بالإنتصار، حيث أنّهم رغم القمع يزدادون قوة يوما بعد يوم”، وقال إن “النظام البحرينيّ خلال كل هذه السنوات لم يقدم أي مبادرة للحل بل استمر في سياسته القمعية”، واعتبر انه “نظام عصي على الإصلاح لأنه فاشل”، وتابع انه “رغم المراهنات الا ان سوريا لم تسقط واليمن أيضا لم يسقط وشعب البحرين بصموده منتصر و سقوط الاستبداد بات وشيكا”.
من جهته، أكد الإعلامي اليمني حميد رزق أن “ما يجري في البحرين هو ما يجري في اليمن مع بعض الإختلافات، إذ أن العدو في البحرين هو النظام بينما في اليمن العدو هو تحالف غاشم بقيادة السعودية وأميركا”، وقال إنه “في اليمن يعتبرون قضية البحرين من قضيّتهم”، واضاف “في البحرين واليمن شعبين مسلمين عربيين يمتلكان مشروع الإصرار والحرية وأن ثورة الشعب البحريني أسقطت أقنعت الزيف التي تتستر بها أميركا”، ولفت الى ان “نظام آل خليفة الحاكم يمر بمأزق بعد مرور ٨ سنوات على الثورة، كما في اليمن وما يمر به تحالف العدوان من خسائر وتخبط”، وأكد ان “صمود الشعب البحريني وتضحياته دليل حيوية في الشعب العربي الذي سيكسر قوى الإستكبار”.
أما عضو اللجنة المركزية ومسؤول العلاقات السياسية في “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” سمير لوباني فقد أكد أن “وراء أية مشكلة في المنطقة يجب البحث عن أمريكا”، ولفت الى ان “إيران اقتلعت السفارة الصهيونية منها بعيد الثورة مباشرة واقامت مكانها السفارة الفلسطينية بينما من ينتقدها اليوم يطبع مع العدو الاسرائيلي”، ودعا “لوضع استراتيجة للمقاومة للإطاحة بكل هذه الأنظمة الرجعية وازالة الكيان الصهيوني لان الحرية لا تجزأ ومن هنا لا بد من بلورة هذه الإستراتيجية المقاومة”، ووجه “التحية للشعب البحريني وللمعتقلين في معتقلات النظام الحاكم هناك”.
المصدر :موقع قناة المنار