عبد الحسين الظالمي
التطور التكنلوجي بدء يقفز بالعالم قفزات كبيرة جدا فكل يوم نسمع او نرى شىء جديد قد حل ضيفا على العالم سواء كان ضيفا ثقيلا غير مرحب به او ضيفا خفيف الظل .
لاشك ان من اهم قوى المعركة هو سلاح الجو بكل تفاصيله وانواعه ومدى ما رافق هذا السلاح من تطور كبير خصوصا في الجانب التقني .
هذا الجانب بالذات اصبح مجال السباق بين الدول المتقدمة في تطوير سلاح الطيران الحربي من طائرات مقاتلة او ساندة او استطلاع او اعتراضية ولكن مشكلة هذا السلاح باهض جدا ومكلف تصل قيمة الطائرة الواحدة فيه الى اكثر من ربع مليار دولار كما هو حال ‘‘طائرات f35’’ والميراج الروسية ، وبالاضافة الى الجانب المادي يبقى العنصر البشري ( الطيار ) عنصرا مهما جدا لما ينفق عليه في الاعداد والتدريب واكتساب الخبرة ومشكلة هذا السلاح تكمن في سهولة تدميرة سواء من اثر الحوادث او الظروف الجوية او العدو وخصوصا ما يتعلق بارواح الطيارين والمساومة بهم .
و من اصعب مهام هذا السلاح هو الاستطلاع الجوي الذي يحتاج الوصول الى عمق العدو والى المناطق التي يعجز عنها الاستطلاع الاراضي ومن هنا جاءت فكرة الطائرة المسيرة بعد ان جربت بعض الدول الطيور في الجو والدولفين في البحار لغرض التصوير وبعد ان حققت نجاحات في ذلك تطورت الفكرة الى الطائرات المسيرة والتي يتم التحكم فيها عن بعد والتي كانت مقتصرة على الاستطلاع والتصوير فقط اما اليوم بالاضافة الى هذه المهمة اصبحت هذة الطائرات قاصفة تحمل مواد متفجرة يمكن القائها على اي هدف . وقد شكلت هذه الطائرة معضلة حقيقية لقطعاتنا ابان الحرب مع داعش اذ استخدمت داعش هذا الاسلوب بشكل مكثف رغم بدائية الفكرة اذ كانت الطائرات المسيرة الداعشية بالاضافة الى مهمة الاستطلاع والتصوير كانت تلقي بعض المتفجرات ( الرمان) على قطعاتنا الامامية ولكون الطائرة صغيرة الحجم يصعب استهدافها لذلك شكلت معضلة في حينها .
حادثة قصف معسكر الحشد في طوز خرماتو قبل كم يوم بواسطة طائرات مسيرة يضع الحشد امام تحد كبير فالذين يستهدفون الحشد اليوم ليست طائرات داعش البدائية بل طائرات مسيرة متطورة التقنية واعداء الحشد جهات لها باع كبير في هذا الجانب!
ابتداء من الامريكان والمعروف توجههم نحو الحشد وما حادث تجسس الفلاحي على الحشد الا دليل عملي على هذا التوجه المقصود بعد ان كان يجري بحجة القصف الخطأ ، والاحتمال الثاني داعش نفسها فما يزال بعض عناصرها يتحركون في الاراضي العراقية وان كان حجم المتفجرات التي القيت على معكسر الحشد كبيرة في القصف الاخير تبعد فكرة كون الطائرات داعشية والاحتمال الثالث هو تركيا وهذا الحتمال يسقط لكون المعسكر فيه الاخوة التركمان .
والاحتمال الرابع هو ‘‘اسرائيل’’ ( وهنا تكمن المشكلة والتحدي) .
اسرائيل دولة معادية وتمتلك طائرات مسيرة متطورة والمسافة بينها وبين العراق قصيرة خصوصا بعد ان استباحت الاجواء السورية ، والحشد عدو لدود لها واستهدافه من قبلها فيه رسائل عديدة ، ولكن الخطورة الاقوى تكمن في عدم الرد لان استباحة اسرائيل لاجواء العراق سوف يخلق تحد كبير جدا خصوصا اذا تعدت هذه المرة بسلام رغم ان هذا الاحتمال ليس قطعيا بل تحليل ولكنه متوقع لاسباب عديدة وما سكوت القيادات العسكرية والسياسية عن حادثة قصف الحشد الا دليل على قوة هذا الاحتمال خصوصا وان الامريكان اعلنوا عدم علمهم بهذا الاستهداف ولو كانت داعش لسرعان ما اعلنت ، اذا يبقى احتمال بني صهيون قائم ومن هنا نقول للاخوة قادة الحشد ما يلي:
اولا : نقطة ضعف الحشد سلاح الدفاع الجوي وحماية مقراته من الجو .وهذه يجب ان تعالج .
ثانيا : تفعيل الجانب الاستخباراتي والرصد والتحليل وتعين مناطق الخلل.
ثالثا : استخدام المناورة بالرد( .......).
رابعا : التدريب على الدفاع السلبي وتموية المقرات .
خامسا : يجب السعي بكل قوة لاكمال متطلبات القيادة الكاملة ( قيادة قوات الحشد ) واصحاب الخبره يعرفون ماذا تعني .
سادسا : تفعيل الضغط السياسي واعتبار هذا الحادث عدوان على دولة ذات سيادة وعلى قوة ذات صفة قانونية وضمن القوات المسلحة للدولة .
وختاما اقول ان م اجرى رسالة انذار يجب اخذها بجدية تتعدى قصف مقر وسقوط ضحايا مهمتكم الان هي معرفة مصدر التهديد الاخير لتكون الوقاية اسهل ...... لان عدوكم يجيد استغلال خلط الاوراق .
المقالات التي تنشر في الموقع تعبر عن رأي أصحابها و لا تعبر عن رأي الوكالة بالضرورة