تسعى اميركا لان تدرك برفق القوانين مالم تدركه بشدة الاحتلال .
فبعد ان جاءت معبأة باحلام المحافظين الجدد تدفع بهم ترهات سفر الرؤيا ليوحنا اللاهوتي لتدشين الالفية الجديدة لمجئ عيسى ع والانطلاق بتحقيق اهدافها من العراق لامركة العالم الاسلامي بذريعة نشر الديمقراطية والفكر الليبرالي التحرري فيه ،اصطدمت بعقبات عدة كان اهمها المرجعية الدينية التي فاجأتهم باصرارها على ان يتولى العراقيون كتابة دستورهم بانفسهم وان يختاروا نظامهم السياسي الذي يرغبون فيه .رافضة بذلك ما كانت الولايات المتحدة قد اعدته سلفا من دستور مقولب يثلث العراق على اساس اثني وعرقي وطائفي بمضامين لاتنسجم مع هوية شعبه وثقافته واعرافه .
ولايعني هذا عصموية الدستور الحالي وخلوه من الثغرات . لكنه يمثل تحديا كبيرا بل واخفاقا واضحاً للسياسة الاميركية في العراق وستراتيجيتها في المنطقة.
العقبة الاخرى والمهمة ايضا هي اندلاع المقاومة الاسلامية الشعبية المدعومة من الجمهورية الاسلامية في ايران والتي شكلت صعقة لم تستفق من اميركا الا بعد ان وجدت نفسها مضطرة لان تجر اذيال الخيبة وتخرج بعدتها وعديدها ذليلة مهزومة من ارض العراق نهاية عام 2011 بعد ان كانت تظن وتمني نفسها بتقبل الشيعة_ على الاقل _لهذا الاحتلال وتحولهم حاضنة له لشدة مارأوا من بطش صدام وزبانيته.
فاسقط مافي ايدي امريكا من خيارات القوة الخشنة وراحت تبحث عن سبل جديدة لتحقيق مآربها تارة بما اسمته #القوة الناعمة واخرى بالحرب الناعمة} واحيانا بدمجمهما معا تحت مسمى (الحروب الذكية ) وصناعة التوحش والحرب بالنيابة والتي هي جزء منها !!
لكنها اخفقت ايضا ولاحظت كيف ان العقبتين المتمثلتين بالمرجعية والارادة الشعبية معززة بدعم ايران اندمجتا معا وتمخض اندماجهما عن ولادة الحشد الشعبي وهو القوة الذكية لمحور الممانعة في العراق في قبالة ماصنعوه هم واسموه (بالحروب الذكية) وهي حصيلة دمج الحرب الخشنة بالناعمة .
هذا الاخفاق بل الفشل الذريع قادهم للبحث عن سبل جديدة لتعويض ماخسروه في العراق والانتقام من القوى الاسلامية والوطنية الشريفة التي افشلت مشروعهم فيه .
وماقانون {منع زعزعة استقرار العراق } الذي شرعته امريكا الا مشروع لزعزعة امن ايران وتصفية حساباتها مع المقاومة التي عجزت عن مجاراتها في الميدان والضغط على الحكومة والدفع بها لزاوية ضيقة من الحرج تجبرها على تغيير موقفها من ايران لصالح اميركا في الحرب الباردة الجارية بينهما.
إن هذا القانون ستكون له من التداعيات الخطيرة على العراق بمالا يقل عما سببه الاحتلال العسكري له . وهو في جوهره ناظر الى العراق بوصفه محمية اميركية لايملك من امره شيئا وهو مضر بالحكومة العراقية اكثر من اضراره بفصائل المقاومة وايران .
وماهو الا شكل جديد من اشكال الهيمنة والاحتلال بوسائل منمقة حديثة ،
إن مسؤولية جميع الاحرار في هذا البلد على مختلف انتماءاتهم وخلفياتهم العقائدية والعرقية ان يقفوا بوجه هذا القانون امام المحافل الدولية وابطاله لتخليص العراق من كارثة حقيقية ،وهذا هو يوم المقاومة الدبلماسية والقانونية لانقاذ العراق كما خلصته المقاومة المسلحة من الاحتلال العسكري سابقا.
المقالات التي تنشر في الموقع تعبر عن رأي أصحابها و لا تعبر عن رأي الوكالة بالضرورة