عمار الجادر
في احدى الدورات، شرع المحاضر بالقاء المحاضرة باللغة الانكليزية، بينما جميع الحضور موظفين عراقيين عرب! فبعد الخروج قال لي احد الحضور: ان المحاضر متمكن، فقلت له: وكيف حكمت ؟! قال: لقد القى المحاضرة باللغة الانكليزية! فقلت له: وهل فهمت شيئا؟! قال: لا!
بينما العالم ينظر لنا باننا اقل شأنا منهم، نحن نسعى الى ان نثبت هذا الشيء، بالنظر لهم بانهم افضل منا، ونفس هؤلاء الذين ينظرون للغرب بانهم اكثر منا ثقافة، ينعت مجتمعه بانه مجتمع متخلف، على انه المثقف الواعي، وجل ما يفقه من الثقافة هي التسكع بشارع المتنبي، مع كثافة الشعر المليء بالقذارة، واللباس الدال على انه مختل عقليا، وسب اله المسلمين فقط، واحتساء القهوة في فنجان غربي، بينما القهوة عربية الرمزية!
في الحقيقة انت غير مثقف يا سيد! بل انت تعيش نقص حاد في الثقافة، لانك تستحي من ثقافة مجتمعك، وترحب بثقافة دخيلة، بل انت العاهة المستديمة في جسد المجتمع، لانك صاحب ثقافة مكتسبة وفي الاصل لم تكتسبها كلها، بل قد تكون احمقا بسبب اخذ القشور فقط ما يسد نقصك الحاد، وأنت قطعا غير مثقف بثقافة مجتمعك وبهذا تكون مصداق للمثل : (( لا حظت برجيلهة ولا خذت سيد علي)).
ما حدث في افتتاحية ملعب كربلاء، علاوة على انه تعدي على ثقافة اصيلة، تأسست بدماء خالدة يامن تدعي الثقافة، فهو لا يمت بصلة الى ثقافة البلد الذي تنتمي اليه، رغم انه افتتاح لأثر معاصر، وبالتالي فيجب في الاحتفال استذكار الثقافة التي اسستها كربلاء في العالم، وهي عظيمة جدا، علمت غاندي الهندوسي كيف ينتصر، وفتحت الطريق امام الاحرار، لكن الحقيقة ان ذلك المغفل، يحسب ان وضع الاصفاد بيديه ظاهرة حضارية وجمالية.
في طيات التواصل الاجتماعي، تنصدم بكشف عورة مدعي الثقافة المكتسبة، والحقيقة انك تتألم لما تحقق من تلك الثقافة القذرة، كمطعمة الجياع من كد فرجها، وبين هاتي وتلك على اصحاب شارع المتنبي ان ينصفوا المتنبي على اقل تقدير ان كانوا مثقفين فعلا!
المقالات التي تنشر في الموقع تعبر عن رأي أصحابها و لا تعبر عن رأي الوكالة بالضرورة