زار ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان السعودية بعد سلسلة هجمات واشتباكات مسلحة أدت الى سيطرة ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم اماراتيا، على مدينة عدن اليمنية التي كانت تحكمها حكومة الرئيس المستقيل الهارب عبد ربه منصور هادي المدعومة سعوديا. ويأتي ذلك في وقت كشف حساب شهير بموقع "تويتر" أن الذي جرى في عدن تم بتفاهم بين السعودية والإمارات.
استقبل الملك سلمان بن عبد العزيز، ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بقصر منى في السعودية.
وقال ابن زايد في أول تعليقه على أحداث عدن، إن الدولتين في خندق واحد في مواجهة ما اسماه القوى التي تهدد أمن المنطقة، زاعما بان السعودية هي الركيزة الأساسية لاستقرار المنطقة.
وشدد ابن زايد على أن دعوة السعودية لليمنيين للحوار "مهمة لنزع فتيل الفتنة" حسب وصفه، مطالبا "الفرقاء المتنازعين في اليمن بتغليب لغة العقل والحوار، واغتنام فرصة الحوار في السعودية"، على حد قوله.
تصريحات بن زايد تأتي في وقت كانت حكومة هادي المدعومة سعوديا قد اتهمت المجلس الانتقالي الجنوبي والإمارات بتحمل تبعات "الإنقلاب" في عدن، مطالبة أبوظبي بوقف دعمها المادي والعسكري فورا لمن وصفتهم بالإنفصاليين.
هذا ورآى حسابٌ شهيرٌ بموقع “تويتر” -يهتم بالقضايا الساخنة في السعودية والإمارات- أنّ الذي جرى في عدن تم بتفاهم بين السعودية والإمارات.
وأكد حساب “محمد الأحمد” الشهير بتحليلاته السياسية، أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان دعم ما اسماه الانفصال ليس رضىً بالأمر الواقع، بل بقناعة أن الأمر لمصلحته، وقد اجتمع ما يكفي من الأدلة والشواهد على إثبات كلا الأمرين.
التأكيد الإماراتي على وحدة الصف بين أبوظبي والرياض يأتي في وقت تعالت الأصوات التي تتحدث عن وجود خلافات بين الحليفين في العدوان على اليمن، وما هو الا محاولة للتغطية على هذه الخلافات.
ويرى المحللون أن محاولة اقتحام القصر الرئاسي في عدن من جانب قوات ما يسمى الحزام الأمني في جنوب اليمن وتصدي قوات حماية القصر لها ليست كغيرها من حوادث العنف في الحرب اليمنية الدائرة منذ أكثر من أربع سنوات، فالجيش اليمني واللجان الشعبية لم يكونوا طرفاً فيها على الاطلاق، بل كانت اقتتالاً داخلياً بين الاطراف في الجنوب، حيث اندلعت مواجهات عنيفة في محيط قصر معاشيق الرئاسي في مدينة عدن بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي.
الاشتباكات جاءت في ظل توتر بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقوات حكومة المستقيل هادي في عدن، على خلفية استهداف معسكر الجلاء التابع للحزام الأمني في مديرية البريقة، بصاروخ باليستي وطائرة مسيرة مفخخة، الخميس الماضي، والذي أدى إلى مقتل 36 عسكرياً، بينهم قائد اللواء الأول دعم وإسناد العميد "منير المشالي اليافعي".
وتسلط هذه المواجهات بحسب الخبراء، الضوء على وجود شقاق داخل الائتلاف، المكون من حكومة المستقيل عبدربه منصور هادي وممثلي المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تدعمه الإمارات.
مؤشرات على وجود خلافات
وأول هذه المؤشرات هو تصريحات وزير الشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش، التي علق فيها على أحداث عدن عبر تغريدة قال فيها: «إن التطورات حول قصر المعاشيق مقلقة والدعوة إلى التهدئة ضرورية، ولا يمكن للتصعيد أن يكون خياراً مقبولاً بعد العملية الإرهابية الدنيئة»، (في إشارة إلى الهجوم الذي وقع قبل أيام في عدن).
وأضاف قرقاش: "الإطار السياسي والتواصل والحوار ضروري تجاه "إرهاصات وتراكمات" لا يمكن حلها عبر استخدام القوة" حسب تعبيره.
المؤشر الثاني يمكن قراءته في ثنايا بيان ما يسمى "المجلس الأعلى للحراك الثوري" في جنوب اليمن، الذي دعا إلى ضبط النفس وتغليب الحكمة ووقف القتال فوراً، والتوقف عن دعوات التحريض للقتال تحت أي مبرر، وعودة المقاتلين إلى ثكناتهم العسكرية .
والأهم هو مطالبة "الحراك الثوري" في بيانه التحالف السعودي الاماراتي إلى التدخل لمساعدة الجنوبيين على توحيد كلمتهم لا تفرقتهم. والمعنى هنا واضح، فلو أنه لا توجد خلافات لما تم مطالبة التحالف بالعمل على "توحيد كلمة اليمنيين لا تفريقهم".
لو أضفنا إلى كل ذلك الإنسحاب الإماراتي المفاجئ من اليمن، والتردد في الإعلان عنه بشكل حاسم، رغم سحب الجزء الأكبر من القوات الإماراتية، يتضح أن محاولة اقتحام القصر الرئاسي في عدن على الأرجح بداية لانشقاقات أعمق داخل التحالف بين السعودية والإمارات في اليمن، لم تكن لتأتي في توقيت أسوأ، بحسب المحللين.
المصدر : قناة العالم