عبد الحسين الظالمي
كيف يمكن لمن كسرت ظهره المرجعية الرشيدة مرتين ان يسكت ويبتلع الهزيمة النكراء التي مني بها مرة حين اجهضت مشروع اقامة دولة وفق الفصال والذوق الامريكي وبطريقة القوالب الجاهزة كما هي عادة امريكا في تعاملها مع الشعوب؟ ومرة اخرى حين اجهضت مشروع تدمير دول المقاومة انطلاقا من سوريا والعراق وقلبت الطاولة على راس امريكا وإذنابها من المرتزقة والخونة والعملاء ودمرت حلمهم ومزقت مشروعهم في فتوى لا تتعدى سطرين قلبت فيها موازين القوى وفضحت المستور وكشفت الوجه الحقيقي لحامل الديمقراطية المزيفة.
سعت امريكا وأذنابها منذ اللحظات التي اجهضت المرجعية مشروعها الذي ارادت امريكا تطبيقه في العراق ليكون قاعدة انطلاق لها في المنطقة فتصدت المرجعية وأجبرت المحتل على الرضوخ عندما قررت ان يكون شكل النظام في العراق هو ما يقرره العراقيون بأنفسهم ومن خلال ممثليهم وبدستور يكتب بأ يدي عراقية ، ذلك الموقف الذي جعل امريكا تعتمد العمل وفق نظرية الضد النوعي التي تقوم على اساس تدمير المشروع بنفس ادوات بنائه، لذلك سعت الى بذر عوامل الفشل وتغذيتها وفق مناهج وأساليب مدروسة، وللأسف نجحت في تهيئة الارضية المناسبة لإثبات فشل المشروع الاسلامي في العراق وفي المنطقة ، فهي اول من وسع وشجع الفساد في العراق وساهمة في بناء نظام اداري يمهد للنتيجة التي تريدها من خلال تدمير كل مقومات الدولة العراقية ونهجت سياسة التعطيل والتدمير في ان واحد عندما سمحت وشجعت بعض الاطراف الداخلية والخارجية بالعبث في الساحة العراقية وبإسناد ودعم من السفارة الامريكية ، وعندما لم يحقق هذا المشروع اهدافه وفق التوقيتات الزمنية المقررة له حاولت الاجهاض على المشروع مستغلة الاوضاع المتردية التي ساهمت امريكا في ايجادها وذلك بإدخال شذاذ الافاق والمرتزقة ودعمهم تحت اسم دولة الخلافة ,
والتي كادت ان تحصد ثمار هذا الجهد لو لا الضربة القاضية التي تلقتها من المرجعية والتي كسرت ظهر المشروع المعادي مرة اخرى بفتوى لا تتعدى السطرين ، مما افقد الامريكان صوابهم وجعلهم يتخبطون في سياساتهم في العراق .
عندها علم الامريكان ان سر قوة العراق يكمن ليس في حكومته او اقتصاده بل في ولائه للقيادة الدينية الحقيقية والمتمثلة بالمرجعية.
ولكن كيف يمكن النيل من هذه القيادة والقضاء عليها او اضعافها او فصلها عن جمهورها ؟.
الامريكان قبل غيرهم وكل اذنابهم وعملائهم يعلمون علم القين ان ابواب المرجعية موصدة في وجه مخططاتهم , فلا المال ولا الترهيب ولا الشهوات قادرة على تحقيق المهمة ،تلك الابواب التي يعتمدون عليها في كل مخططات الاستهداف . ولم يبقى امامهم سوى طريق واحد وهو فصل المرجعية عن جمهورها وإتباعها من خلال تسقيط رموزها والتشكيك بهم وشاعت الشبهات حولهم .
ومنذ الايام الاولى التي انطلق فيها التسقيط ولاستهداف لكل مخلص او مقاوم او مضحي بحجج مختلفة ومتنوعة كانت الغاية الاساسية منها هي النيل من هذا الحصن ولكن الخوف من ردود الافعال هو الذي اخر مراحل الاستهداف والتي ركزت على تشوية العملية السياسية واثبات فشلها، وربط هذا الفشل بالمرجعية حتى يمكن من هذا الباب النيل منها اولا وفصلها عن جمهورها، ثانيا محاولتا بكل جهد وخبث نسب كل فشل او تقصير او حتى الزلل بما له علاقة بالمرجعية من قريب او بعيد .
وكلنا يعلم ويدرك ان استهداف المرجعية هدف مؤجل لحين استكمال الحلقات ( تدمير العملية السياسية تدمير ذاتي ، تشويه وتسقيط الحشد وأتهامه بكل ما يمكن ان يبعده عن قواعده الشعبية من خلال اتهامه بالتبعية ، والنيل من شخوصه ، تدمير الاقتصاد العراقي بالافساد ووضع العصا في دولاب حركته ثم تأتي مرحلة النيل من المرجعية .
وكلنا يعلم كذلك ان امريكا وأذنابها نجحت في تمرير مخطط الافساد وأكل المسؤولين العراقيون الطعم وفضح بعضهم البعض نتيجة التنافس غير الشريف على المال والمنصب ، وظن هؤلاء ان الاسلوب نفسه سوف ينال من المرجعية الرشيدة خصوصا وان رموزها حققوا نجاحات في المستويات التي فشلت فيها الحكومة ومنها قطاع الصناعة ولاستثمار التي نجحت فيه العتبات المقدسة والتي تمكنتا من التقدم الواضح في هذا المضمار وبات المواطن يلمس النتائج في صناعة وطنية عمادها شركات خاضعة للعتبات المقدسة التي تحاول استثمار اموال العتبات المقدسة بشكل علمي يعود بالفائدة على دعم المواطن وتطوير العتبات وهذا ما يعتبره البعض الضربة الثالثة التي تكسر ظهر امريكا وأذنابها التي يوجهها لهم ابناء المرجعية . ومن سذاجة الاعداء وتخبطهم ان يجندون قناة الكل يعرف انها صنيعتهم والأكثر سذاجة ان يبدأ تقريرهم المضحك بتقديم فساد الوقف السني لضرب عصفورين بحجر تسقيط الشخوص المعتدلة البعيدة نسبيا عن المشروع الامريكي وكغطاء للانتقال الى استهداف المرجعية والتي هي اساس وغاية معدين التقرير ، وكأنهم هم الوحيدين الذين لديهم عقول بحيث يمررون هكذا زبد ، وانا واثق ان ما يغيظهم هو فشلهم المتكرر من النيل ولو بشعرة واحدة من حصن العراق وركنه الامين (المرجعية الرشيدة )، رغم كثرة ابواقهم وأذنابهم وحجم ما ينفق عليهم ولكن النتيجة ان مكرهم سوف يعود عليهم وذلك هو وعد الله ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ). وعلى ابناء الشعب العراقي ان يعوا ان كل ما يثار ليس لسواد عيونهم ودفاعا عنهم من الفساد والفاسدين بل هو مشروع دمار اكثر من دمار الفساد لان من اوجد الفساد وشجعه ووقف خلفه هم نفسهم الذين يدعون محاربته .وهم نفسهم من سوف يوجدون الفوضى لنهب ما تبقى من خيارتكم .
على كل مخلص ووطني وصاحب ضمير ويملك ذرة من الوجدان ان يتصدى لهذا المشروع الخبيث والذي سيكون نتاجه الفوضى والدمار وسوف يخسر الجميع ولآت حين مندم ، وليعلم الجميع ان ( للمرجعية رجال ينتظرون كلمة واحدة وليس سطر فتوى) .