السيد محمد الطالقاني
موكب شباب علي بن الحسين عليه السلام موكب اسس في مدينة النجف الاشرف من قبل كوكبة من الشباب الحسيني الثوري وفي مقدمتهم الشهيد السعيد عبد الوهاب الطالقاني.
هذا الموكب له تاريخ في الجهاد السياسي ضد الطغمة البعثية الكافرة حيث تصدى شباب الموكب لكل الانحرافات العقائدية التي كان يمارسها النظام البعثي فكان يرتقي المنبر في هذا الموكب رجال لهم حسا ثوريا يزيلون الاقنعة عن النظام البعثي المقنع.فكانت السلطة الامنية والبعثية والرسمية تحسب لهذا الموكب الف حساب.
ولكن شباب علي بن الحسين لم تزيدهم تلك المواقف الا صبرا وقوة وعزيمة ففي كل مناسبة يجوب الموكب شوارع مدينة النجف الاشرفيقدم العزاء لاهل النجف في كل شهادة من شهادات الائمة عليهم السلام وكان يقود الموكب شهيدنا الغالي السيد عبد الوهاب الطالقاني حتى شارك هذا الموكب بشبابه في انتفاضة صفر المباركة عام 1977 .
وقد قال سماحة شهيد المحراب اية الله السيد محمد باقر الحكيم (قدس) في حديث صحفي له الى جريدة لواء الصدر في المهجر وصف فيه الشهيد عبد الوهاب الطالقاني بقوله:
((لقد كان للشهيد وهاب الطالقاني دورا عظيما في إقامة الشعائر الحسينية وفي توعية الجماهير قبل إنتفاضة صفر بعدة سنوات ,ألامر الذي أدى الى اعتقاله مرات عديدة بسبب الممارسات الثورية التي كان يقوم بها في توجيه الشعائر الحسينية ضد النظام البعثي) . هذه شهادة نسجلها للتاريخ على لسان مرجع ديني وسياسي.
وكانت السلطة تتوعد شهيدنا الطالقاني بالسجن والاعدام حتى وقف مدير امن النجف انذاك ابراهيم سيد خلف امام الملا في باب الصحن الشريف اثناء دخول موكب شباب علي بن الحسين الى الصحن الشريف ويقوده الشهيد عبد الوهاب الطالقاني قال له والناس تسمع:(سوف اقتلك ياوهاب,كيف تجمع هذه الشباب ونحن لا نتمكن من ذلك).
وسوف اتناول في مواضيع لاحقة كل هولاء الشباب اللذين ساهموا في الموكب الحسيني شباب علي بن الحسين(ع).
وانني كنت شاهدا على قصص هؤلاء الابطال وحكاياتهم الرائعة التي لاتنسى وسترويها الاجيال وتبقى خالدة في التأريخ هولاء الثوا الذين أعطوا رؤسهم لله لتتحول تلك الرؤوس الى مشاعل للحرية أنعشت المحرومين وخرقت عروش الظالمين فكان يوم خروجهم منتفضين يوما مشهودا أعطوا فيه درسا لكل الاجيال بان الظالم عمره قصير , ونحن الان نعيش ثمرة تلك الدماء الزاكيات حيث سقوط عرش الطاغية الارعن في مزبلة التاريخ ونهاية الحكم الاستبدادي في العراق.
وان استذكاري بهذه السطور لاولئك الابطال الذين رووا بدمائهم شجرة الحرية في العراق وفاءا مني لهم ولابن عمي الشهيد السيد عبد الوهاب الطالقاني الذي استشهد على يد السلطة البعثية أثناء الاعتقال في امن النجف حيث تم التمثيل به حيا قبل شهادته( رحمه الله ) وقاموا بقلع عينيه اثناء التعذيب . حيث كان رضوان الله تعالى عليه بطلا جريئا في مواجهته للبعثيين في العراق.